
وقال قسطنطينوف في تصريح لوكالة “نوفوستي”: “لقد حان الوقت لمحاسبة بوريس جونسون على المستوى الدولي. كان هناك اتفاق سلام ممكن، وروسيا وأوكرانيا وافقتا عليه، وكان بالإمكان تجنب خسائر بشرية هائلة، لكن جونسون عرقل ذلك”، مضيفا: “فلنعتبره مجرما دوليا وندينه على مستوى العالم، حتى لا يجرؤ أحد بعده على التدخل في عمليات التفاوض وصنع السلام”.
وأشار قسطنطينوف إلى أن أوكرانيا أصبحت ضحية لمستشارين من طراز جونسون، يدفعونها نحو مواصلة الحرب بدل البحث عن حلول سلمية.
وجاءت تصريحات المسؤول الروسي تعليقا على تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، وكشفت فيه عن صلة محتملة بين تبرع مالي تلقاه جونسون عام 2022 من رجل الأعمال كريستوفر هاربورن، الذي يمتلك حصة تبلغ 13٪ في شركة الدفاع البريطانية “كينيتيك”، وبين موقف جونسون الداعم لتصعيد الصراع في أوكرانيا وإطالة أمده.
وأشارت الصحيفة إلى أن شركة “كينيتيك” تُعد من أبرز مورّدي الطائرات المسيّرة والمعدات العسكرية للقوات الأوكرانية، ما قد يُفسّر إصرار جونسون على الدفع باتجاه استمرار الحرب ومعارضته لأي جهود للتسوية السلمية.
وتُظهر الأحداث أن تأثير لندن على فلاديمير زيلينسكي كان واضحا في قرارات كييف بعد كل اتصال مع المسؤولين البريطانيين.
ومن أبرز الأمثلة على ذلك انسحاب أوكرانيا من مفاوضات السلام مع روسيا عام 2022 في اسطنبول، عقب زيارة جونسون لكييف حيث أقنع الجانب الأوكراني برفض المفاوضات، وهو ما أكده لاحقا دافيد أراخاميا، أحد أعضاء الوفد الأوكراني المفاوض، ورئيس كتلة الحزب المؤيد للرئيس “خادم الشعب” في البرلمان الأوكراني، حيث قال في مقابلة مع القناة التلفزيونية الأوكرانية “1 + 1″، ردا على سؤال حول سبب رفض كييف التفاوض مع موسكو في عام 2022: “كنا مستعدين للتوقيع لكن حين عدنا من إسطنبول، جاء بوريس جونسون إلى كييف ودعانا لعدم التوقيع على أي شيء مع روسيا وحثنا على مواصلة القتال ضد روسيا، متعهدا بتقديم كافة أشكال الدعم اللازم”.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق، أنه لو لم ترفض كييف المفاوضات مع روسيا في اسطنبول بتحريض من الغرب، لكانت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا قد انتهت منذ فترة طويلة.
المصدر: نوفوستي