
عندما دمرت القوات الأمريكية زورقاً سريعاً تابعاً لعصابة “ترن دي أراغوا” لتهريب المخدرات بصاروخ يوم الثلاثاء، فتحت صفحة جديدة في حرب المخدرات والدفاع عن نصف الكرة الغربي. وتصنف الولايات المتحدة “ترن دي أراغوا” كمنظمة إرهابية وقوة غزو. ومن الناحية التكتيكية، لم تختلف هذه الضربة عن ضرب أهداف لداعش أو الحوثيين في الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية ماركو روبيو في خطاب ألقاه في مدينة مكسيكو: “إذا كنت على متن قارب مليء بالكوكايين أو الفنتانيل أو أي شيء آخر، متجهاً إلى الولايات المتحدة، فأنت تُشكل تهديداً مباشراً لها”.
وقال ديريك مالتز، القائم بأعمال رئيس إدارة مكافحة المخدرات السابق، لصحيفة “يو إس إيه توداي”: “لطالما قلتُ إن حل إنفاذ القانون ليس كافياً للتصدي لهؤلاء المهربين العالميين الذين يعملون في نصف الكرة الغربي”.
ومن عوامل الصدمة أنه تم وضع علامة “غير سري” على فيديو ضربة يوم الثلاثاء باللون الأخضر الفاتح لأن ترامب يريد إطلاع الأمريكيين على العملية.
وكانت الضربة مدبرة ومدعومة بعمليات اعتراض اتصالات ومراقبة بحرية. وربما كان السلاح المستخدم صاروخ هيلفاير من طائرة هليكوبتر أو صاروخاً آخر مضادًا للسفن. ومن المرجح أنه تم أخذ اللقطات بواسطة طائرة مسيرة. وبغض النظر عن المنصة المستخدمة، كانت الرسالة واضحة: الولايات المتحدة لن تتسامح مع نشاط الكارتل.
ومن الناحية السياسية، اتخذت إدارة ترامب خطوتين رئيسيتين. أولاً، صنّف روبيو “تي دي أيه” وغيرها من الكارتلات كعصابات أجنبية في 20 فبراير 2025. ثم، في 15 مارس، فعّل ترامب قانون “الأعداء الأجانب” لإعلان عصابة “تي دي أيه” قوة ” تهدد بغزو أو توغل ضار لأراضي الولايات المتحدة”.
في البداية، مرّت هذه السياسة الناشئة مرور الكرام، إذ طغت عليها هجمات الحوثيين وضربات بي-2 على إيران. لكن الجيش الأمريكي كان يستعد. ففي 14 أغسطس نظّمت وحدة مشاة البحرية الاستطلاعية 22 مجموعة يو إس إس إيو جيما البرمائية الجاهزة، بطائراتها من طراز إم في-22 ومقاتلاتها من طراز إف-35 بي وطائرات الهليكوبتر و4 مدمرات وسفن أخرى، في وضعية هجومية. وبدا الأمر كإعلان حرب أغضب الرئيس الفنزويلي. ومع ذلك ألمح روبيو إلى المزيد في المستقبل.
قال روبيو في مدينة مكسيكو: “لقد فجرنا القارب بدلاً من اعتراضه وسيتكرر ذلك”. وهذه إشارة إلى أن الولايات المتحدة قد تذهب إلى أبعد من ذلك، مستخدمة منطق القوة وامتلاك الصواريخ المضادة للسفن لإغراق كل زورق سريع. فهل هناك أبعاد أخرى لهذه العملية تستهدف النظام في فنزويلا؟
المصدر: فوكس نيوز
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب