في 10 سبتمبر قُتل الناشط المحافظ تشارلي كيرك أمام حشد كبير من طلاب الجامعات في مدينة أوريم بولاية يوتا حين أطلق جبان النار على الشاب البالغ من العمر 31 عاماً من بندقية آلية من مسافة 200 ياردة، حسب تقدير مسؤولي الجامعة.
وفي وقت كتابة هذا المقال، لا نعرف الكثير عن مقتل كيرك، لكن هذا لم يمنع الكثيرين من اليساريين من إلقاء اللوم على الضحية واستغلال وفاته لتمرير رسالتهم السياسية. وكان من المثير للغضب أن نشاهد كيف تحولت رسائل الكراهية بسرعة إلى موجة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي.
ناشطون يساريون يلقون باللوم على تشارلي كيرك في وفاته
قال كيرك ذات مرة في مقابلة: “أعتقد أنه من المجدي أن نتحمل، للأسف، بعض الوفيات الناجمة عن الأسلحة النارية كل عام حتى نتمكن من تطبيق التعديل الثاني لحماية حقوقنا الأخرى التي وهبها الله لنا”.
انتشر هذا الكلام على منصات التواصل الاجتماعي من قِبل دعاة ضبط الأسلحة بعد وفاته، حاصدًا مئات الآلاف من المشاركات والإعجابات. والمعنى الضمني هو أن كيرك يستحق ما حدث له، أو أنه نتيجة سياسات دعا إليها، وبالتالي، ينبغي أن يكون الحزن عليه أقل.
لا بد من الإشارة إلى الموقف الموحد للديمقراطيين المنتخبين في إدانة هذا العمل المروع، ومع ذلك فقد استغل كثيرون هذه الفرصة للدفاع عن سياساتهم المفضلة للسيطرة على الأسلحة، قبل أن تتوفر لدينا أي حقائق على أرض الواقع.
قالت النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، ديمقراطية من نيويورك، في 11 سبتمبر: “لا أعتقد أن شخصاً واحداً كرّس حياته المهنية بأكملها لمنع إقرار تشريعات سلامة الأسلحة في هذا المجلس يحق له إلقاء اللوم على أي شخص آخر سوى نفسه فيما يحدث”.
أتفهم رغبة أوكاسيو كورتيز في قلب الأمور رأساً على عقب على الجمهوريين، الذين يقولون إن حزبها كان له دور في التحريض على إطلاق النار، لكنها لا تزال مخطئة في ذلك. ولا توجد أي مقترحات للسيطرة على الأسلحة كانت ستنقذ كيرك. وهل أطلق جبان يحمل بندقية آلية طلقة واحدة من مسافة تصل إلى 200 ياردة؟
واستهدفت مقترحات الحزب الديمقراطي السابقة بشأن ضبط الأسلحة ما يُسمى بالأسلحة الهجومية، وعلى رأسها بندقية AR-15. إن نوع السلاح المستخدم لقتل كيرك هو تحديداً النوع الذي يُصرّ دعاة ضبط الأسلحة على عدم رغبتهم في حمله.
في غياب حظر شامل على جميع الأسلحة النارية، لست متأكداً من نوع التشريع الذي يعتقد أي شخص أنه كان من الممكن أن يمنع هذه المأساة.
أولئك الذين يدّعون أن وفاة كيرك كانت بسبب ضعف الرقابة على الأسلحة يكشفون عن حقيقتهم. وهم لا يؤيدون قيودًا دقيقة على الأسلحة أو حتى إزالة بعض أنواعها من المجتمع. والحقيقة هي أنهم يريدون التخلص منها جميعاً، ولا مانع لديهم من استغلال وفاة أب شاب لتعزيز هذا الموقف.
في الواقع من المقزز أن بعض الناس لا يستطيع أن يُنحي هواجسه السياسية جانباً ليوم واحد ليحزن على الموت العنيف والعبثي لزوج وأب شاب. وعار على ألكسندريا أوكاسيو كورتيز وآخرين فعلوا ذلك.
المصدر: USA Today
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب